الهزة الجديدة في الكرة الحديدية المغربية: عصبة الجهات الأربعة تعلق أنشطتها

بعد أيام قليلة فقط من القرار الصادم لعصبة مراكش–آسفي بتجميد جميع أنشطتها في الكرة الحديدية، ها هي عصبة سوس–ماسة – كلميم واد نون – العيون الساقية الحمراء – الداخلة وادي الذهب تسير على نفس النهج. حيث أعلن مكتبها المديري، المجتمع بشكل طارئ يوم 21 شتنبر 2025 بأكادير، عن تعليق فوري لجميع المنافسات والأنشطة المرتبطة بالكرة الحديدية داخل نفوذها الترابي، إلى حين قيام الجامعة الملكية المغربية للكرة الحديدية بتسوية وضعها القانوني والتنظيمي.

وفي بلاغها، وصفت العصبة الوضعية الحالية بـ »الخطيرة » التي تنسف أي محاولة لتطوير هذه الرياضة بالمغرب، مؤكدة على النقاط التالية:

تجميد جميع الأنشطة الرياضية للعصبة إلى حين تسوية الوضع القانوني للجامعة الملكية المغربية للكرة الحديدية.

التشديد على أن عدم توصل العصبة بما يثبت التصريح بالممارسين لدى شركة التأمين برسم الموسم الرياضي 2024/2025 يثير قلقا بالغا ويشكل خطرا مباشرا على الممارسين والمسؤولين.

التأكيد على أن غياب مخاطب رسمي من طرف الجامعة، مع غياب وضوح الرؤية التنظيمية، له آثار سلبية مباشرة على السير العادي للأنشطة الرياضية الجهوية والوطنية.

التعبير عن استنكار شديد لعدم مشاركة المنتخبات الوطنية في مختلف المحافل الدولية والقارية، وهو أمر يتناقض مع الأهداف الأساسية التي أسست من أجلها الجامعة.

الدعوة إلى جميع الأطراف المتدخلة والجهات الوصية للتدخل العاجل من أجل وضع حد لهذه الوضعية غير القانونية وحماية مستقبل رياضة الكرة الحديدية وطنيا ودوليا.

هذا القرار الجديد كان بمثابة زلزال داخل الساحة، فبعد عصبة مراكش–آسفي، أصبحت عصبة ثانية كبرى تختار القطيعة الكاملة مع الجامعة، مما ينذر بانتقال عدوى تجميد جميع الأنشطة الرياضية إلى عصب أخرى ويعمق الأزمة المؤسساتية التي تتخبط فيها الكرة الحديدية المغربية.

وفي الوقت الذي تتوالى فيه البطولات الدولية وتتصاعد فيه مكانة العديد من الدول الإفريقية والآسيوية على منصات التتويج العالمية، يغرق المغرب الذي كان يوما ما أحد أعمدة هذه الرياضة – في حالة جمود مثيرة للقلق.

هذا الشرخ بين الجامعة وعصبها الجهوية يهدد بشكل جدي مستقبل الكرة الحديدية المغربية. فاللاعبون سيحرومون من المنافسات المحلية، وآمالهم تتبخر، فيما يزيد الغياب عن المشاركات الدولية من توسيع الهوة مع الدول الصاعدة في هذه الرياضة.

الكرة الحديدية المغربية، التي كانت يوما مصدر فخر، تعيش اليوم أزمة غير مسبوقة. وإذا لم يتم إيجاد حلول عاجلة وحاسمة، فإن الخطر قائم بأن تختفي هذه الرياضة من المشهد الرياضي الوطني، في الوقت الذي تعرف فيه ازدهارا لافتا في بقاع أخرى من العالم.

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *