2025، سنة إفريقيا في عالم الكرة الحديدية

صيف تاريخي للقارة

ستبقى سنة 2025 محفورة في تاريخ الكرة الحديدية العالمية. ففي غضون شهر واحد فقط، تألقت الدول الإفريقية في أعلى المستويات من خلال حدثين كبيرين:

مدغشقر تُتوَّج لأول مرة بلقب بطولة العالم «لا مارسييز» للكرة الحديدية في مرسيليا خلال شهر يوليوز.

تونس وبنين يخطفان الميداليات الذهبية الثلاث في الألعاب العالمية بمدينة تشنغدو (الصين) في غشت.

لم يسبق لإفريقيا أن سيطرت بهذه القوة على الساحة الدولية للكرة الحديدية.

مدغشقر تفتح الطريق في مرسيليا

من 7 إلى 10 يوليوز 2025، كان منتزه بورلي بمرسيليا مسرحًا لإنجاز غير مسبوق.
فقد تمكنت الثلاثية الملغاشية المكونة من إيف سيدريك راكوتواريسوا، وتيانا لورنس رازانادرَكوتو (المعروف بـ«تونير»)، ولوفا ساتامانديمبي راكوتواريسوا من أن تصبح أول فريق أجنبي يتوج بلقب لا مارسييز، البطولة الأسطورية التي جمعت هذا العام أكثر من 4,700 ثلاثية.

وفي النهائي، تفوقوا على الأساطير الفرنسية فيليب كينتي، وفيليب سوشو، وجان-كلود جوفري بنتيجة (13–10).
انتصار تاريخي شكل نقطة تحول للرياضة: الكرة الحديدية لم تعد حكرًا على فرنسا، بل أصبحت حقًا رياضة عالمية.

إفريقيا تؤكد في تشنغدو

بعد شهر واحد، في غشت 2025، أكدت إفريقيا هيمنتها خلال الألعاب العالمية في تشنغدو (الصين).
فقد فاز ممثلو القارة بجميع المسابقات الثلاث المدرجة في البرنامج:

🥇 الزوجي المختلط: التونسية منى الباجي وخالد بوقريبة يمنحان الذهب لتونس.

🥇 الرمي بالدقة – سيدات: مرة أخرى منى الباجي تتوج في النهائي بكل جدارة.

🥇 الرمي بالدقة – رجال: البينيني مارسيل غبيتابليه يتفوق على أفضل اللاعبين الأوروبيين.

ثلاثية تاريخية تضع إفريقيا في الصدارة وتؤكد صعودها القوي في هذه الرياضة.

دينامية قارية

انتصار مدغشقر في مرسيليا والثلاثية التونسية–البنينية في تشنغدو يعكسان تحولًا عميقًا:

الدول الإفريقية باتت تفرض نفسها في أكبر المواعيد العالمية.

اللاعبون الأفارقة لم يعودوا يشعرون بأي عقدة أمام القوى التقليدية مثل فرنسا.

سيبقى صيف 2025 في الذاكرة كالصيف الذي أخذت فيه إفريقيا القيادة العالمية في الكرة الحديدية.

ردود الأفعال والآفاق

2025: سنة إفريقيا في عالم الكرة الحديدية.

قال تونير رازانادرَكوتو بعد الفوز الملغاشي في مرسيليا:

«لقد أظهرنا أن كل شيء ممكن بالعمل والتضامن».

أما التونسية منى الباجي فقد أكدت بدورها:

«الفخر كبير برفع راية تونس وإفريقيا عاليًا».

مع هذه الإنجازات، أصبحت إفريقيا اليوم لاعبًا أساسيًا في جميع المنافسات الدولية للكرة الحديدية.
أما الجمهور الأوروبي، وبعد أن فوجئ أول الأمر، فقد انتهى به المطاف إلى توجيه تحية حارة لهذه الجيل الذي كتب التاريخ.

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *