تعتبر بطولة الحسن الثاني للكرة الحديدية، التي تنظم سنويا في مدينة إفران، واحدة من أعرق البطولات الرياضية في المغرب. وقد أكدت دورتها الثامنة والخمسون مكانتها كحدث رئيسي، إذ جمعت ما لا يقل عن 316 ثلاثيا، من بينهم 129 ثلاثية من خارج عصبة فاس–مكناس. هذا الرقم يظهر بوضوح أن البطولة تستقطب نخبة لاعبي الكرة الحديدية من مختلف أنحاء المملكة، وليس من جهة واحدة فقط
ومع ذلك، عند مشاهدة النتائج، برزت ملاحظة مقلقة: فقد منحت نقاط الترتيب فقط للاعبين المنتمين إلى عصبة فاس–مكناس، الجهة المنظمة للبطولة كالعادة. أما المنافسون من العصب الأخرى، حتى أولئك الذين بلغوا دور ربع النهائي أو أبعد، فقد حصلوا على مكافآت مالية فقط، من دون أي اعتراف رياضي عبر النقاط


هذه الممارسة تثير تساؤلات كثيرة. كيف يعقل أن تعامل بطولة تجمع مئات اللاعبين من مختلف جهات المغرب، وتعتبر من أعرق البطولات في البلاد، كمسابقة جهوية عادية؟ لقد عوقب المشاركون من العصب الأخرى، رغم عددهم الكبير (129 ثلاثيًا)، بعدم حصولهم على أي نقاط رسمية، وهو ما يتعارض مع مبدأ تكافؤ الفرص الرياضية
وبحسب المادة 21 – أصناف المنافسات من الأنظمة العامة للجامعة الملكية المغربية للكرة الحديدية (FRMP)
المسابقات الوطنية التي تخصص جوائزها بما لا يقل عن ثلاثين ألف درهم (30.000 درهم).
وبما أن قيمة الجوائز في كأس الحسن الثاني تتجاوز هذا الشرط بشكل واضح، فلا يمكن اعتباره إلا منافسة وطنية. ومن ثم، يجب أن يشمل منح النقاط جميع اللاعبين، دون أي تمييز بين العصب
إن حصر منح النقاط في عصبة واحدة يضعف الطابع الوطني لهذه البطولة التاريخية ويزرع الإحباط في صفوف بقية المتنافسين. إن القيمة الحقيقية لكأس الحسن الثاني تكمن في إشعاعه الوطني ودوره في توحيد أسرة الكرة الحديدية المغربية الكبيرة
ومن مسؤولية الجامعة الملكية المغربية للكرة الحديدية أن تعيد الانسجام والعدالة، بحيث يكافأ كل لاعب يصل إلى الأدوار النهائية في كأس الحسن الثاني بما يتناسب مع أدائه الرياضي