شهد اليوم الأول من بطولة العالم للسيدات في الكرة الحديدية، المنظمة في مدينة دووازي بفرنسا، منافسة قوية في مسابقة التسديد بالدقة، وهي المسابقة الأكثر تقنية في اللعبة، حيث يختبر فيها التركيز والدقة والهدوء العصبي إلى أقصى حد.
وقد شاركت في هذه المنافسة 43 دولة من مختلف القارات، في دليل واضح على الانتشار المتزايد للكرة الحديدية النسائية على الصعيد العالمي.
تحت أنظار الجمهور الفرنسي، تألقت التايلاندية كانتانوس تشوشواي بشكل لافت، مهيمنة على التصفيات بمجموع 52 نقطة، متقدمة على الكمبودية سريا أون (44 نقطة)، والإسبانية سارا دياز رييس (42 نقطة)، والنرويجية رانو هومنيام (39 نقطة)، وبهذا تأهلت اللاعبات الأربع الأوائل مباشرة إلى دور ربع النهائي..
وكما هو معتاد في هذه المسابقة، أكدت تايلاند من جديد تفوقها التقني العالمي، حيث هيمنت تشوشواي على مختلف الورشات بثبات كبير في الأداء، وحققت مجموع 18 نقطة في المحطة الأخيرة (الهدف)، لتتصدر الترتيب العام عن جدارة، مؤكدة ريادة المدرسة التايلاندية في هذا الاختصاص.
وإذا كانت المرحلة الأولى قد عرفت سيطرة آسيوية وأوروبية واضحة، فإن المنتخبات الإفريقية أظهرت بدورها حضورا قويا في جولة التدارك. فقد تألقت التونسية منى باجي بشكل لافت، محققة 73 نقطة في المجموع العام للجولتين، لتفوز بالمركز الأول في التدارك وتضمن تأهلها إلى ربع النهائي. كما قدمت المالاغاشية نومنجهاناري رافومانانا أداء مميزا بدورها، منهية الجولة بمجموع 71 نقطة.
أما على الصعيد الأوروبي، فقد حافظت الإسبانية سارا دياز رييس على مستواها، حيث أنهت التصفيات في المركز الثالث، وتأهلت بسهولة إلى ربع النهائي. من جهتها، واصلت النرويجية رانو هومنيام أداءها المنتظم والمركز، وأنهت الدور الرئيسي في المركز الرابع، قبل أن تتفوق على التونسية بيجي في مواجهة قوية بنتيجة 30 مقابل 29، لتتأهل إلى نصف النهائي. أما المفاجأة الكبرى فجاءت من التركية ياغمور توسون، التي تأهلت عبر التدارك بعد أن جمعت 68 نقطة، ثم أطاحت بالمنافسة الكمبودية سريا أون بنتيجة 39 مقابل 36، في إنجاز كبير منح تركيا مكانا مستحقا بين الأربعة الكبار في العالم.
وستجمع مباريات نصف النهائي بين تايلاند والنرويج من جهة، وإسبانيا وتركيا من جهة أخرى، في مواجهات تعد بالإثارة، تجمع بين الدقة الإسكندنافية والانضباط الأوروبي والإتقان الآسيوي، مع تركيا في دور المنافس المفاجئ.
لقد أوفى اليوم الأول من بطولة العالم للسيدات 2025 بكل الوعود المنتظرة: فرجة، تنافس، وإثارة في أعلى مستوى. تايلاند تواصل تأكيد سيادتها العالمية، غير أن المنافسة باتت أكثر شراسة. إفريقيا بدورها أثبتت أنها قادرة على مقارعة الكبار، في حين تبرز تركيا كقوة جديدة في المشهد النسائي العالمي.
الأنظار الآن تتجه إلى نصف النهائي، حيث تنتظر مواجهات مثيرة، على إيقاع البحث عن اللقب العالمي، وترسيخ توازن جديد في خريطة الكرة الحديدية النسائية عبر القارات.
تجدر الإشارة إلى أن فرنسا، البلد المنظم، قد غادرت المنافسة منذ الدور الأول، بعد أن أنهت لاعبتها أوريلي بوري مشاركتها برصيد 24 نقطة وفي المرتبة الثامنة عشرة في الترتيب العام، وهدا خروج مبكر ترك خيبة أمل لدى الجمهور الفرنسي الذي كان يأمل في مشوار أفضل لممثلة بلاده.